dimanche 29 novembre 2015

ملتقى رهانات المؤسسة السمعية البصرية في ظل الإعلام الجديد

        ملتقى رهانات المؤسسة السمعية البصرية في ظل الإعلام الجديد

شعبة علوم الإعلام والاتصال بقسم العلوم الإنسانية، كلية العلوم الاجتماعية – جامعة عبد الحميد ابن باديس مستغانم، الملتقى الوطني “رهانات المؤسسة السمعية البصرية في ظل الإعلام الجديد، يومي 07-08 مارس 2016.

       الإشكالية:
بات الرهان السمعي البصري في الجزائر يشهد تحولات على مستوى الانفتاح الإعلامي الذي انتهجته الدولة في هذا القطاع بسن قوانين تنظمه وتجعله أكثر نجاعة في ميدان التنمية والإقلاع الاقتصادي، فتأسيس سلطة الضبط السمعي البصري كمؤسسة تنظيمية جاء في مرحلة عزمت فيه الدولة لإعطاء جرعة تنظيمية وقانونية لهذا القطاع يجعلها الأكثر حزما في عقلنته واعطاءه بعد أمني وطني في ظل انتشار الفضائيات الخاصة التي يجب أن تتوفر فيها روح المسؤولية الاجتماعية والإعلامية لمواجهة التطرف بشتى أنواعه والمحافظة على الأمن الإعلامي السمعي البصري وتنمية خطابها الإعلامي من خلال جودة منتوجها واحترافية القائم بالاتصال عليها، وبالتالي طرح رؤية حكيمة يسعى من خلالها قطاع السمعي البصري الجزائري إلى تمركزه وفرض نفسه في السوق الإعلامي السمعي البصري إقليميا ودوليا فسنحاول في هذا الملتقى الوطني معرفة الهواجس والانشغالات المثارة على المستوى المهني والإعلامي والحاجة الأكاديمية التي تهدف إلى إنارة المباحث والأسئلة التي تطرحها المؤسسة السمعية البصرية بشتى أنواعها ( إذاعة، تلفزيون، سينما…إلخ)، فمن جملة الأسئلة المراد طرحها في هذا اليوم الدراسي هو هل المؤسسة السمعية البصرية الوطنية؟ واعية بتحولات تكنولوجيا الإعلام والاتصال التي تؤثر لا محالة على التحولات السوسيو أنتروبولوجية للمجتمع الجزائري من خلال المضمون الإعلامي المقدم للمشاهد والمستمع وافرازات ما يسمى الإعلام الجديد وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك مقاربات متعددة تجعلنا كمهتمين بهذه المؤسسة تسليط الضوء عليها منها المقاربة الاقتصادية والقانونية(الملكية) والسياسية(السياسة الإعلامية) والثقافية (الصناعات الثقافية) والتكنولوجيا ( الملتيميديا)، فقراءة واقع وأفاق المؤسسة السمعية البصرية جعلتنا نقترح محاور لهذا اليوم الدراسي.
     المحاور:
المحور الأول: المقاربة الفلسفية للمؤسسة السمعية البصرية.
المحور الثاني: المقاربة الاقتصادية والقانونية للمؤسسة السمعية البصرية.
المحور الثالث: المقاربة الأنتروبولوجية والثقافية للمؤسسة السمعية البصرية.
المحور الرابع: المقاربة التكنولوجية للمؤسسة السمعية البصرية.
المحور الخامس: المقاربة المهنية للمؤسسة السمعية البصرية.
المحور الخامس: جودة المنتوج السمعي البصري
تواريخ هامة:
-25 ديسمبر 2015: آخر موعد لإرسال الملخصات
-01 جانفي 2016: الإعلام بقبول البحث مبدئيا
15 فبراير2016: آخر موعد لتسليم الأبحاث النهائية.
ترسل المداخلات إلى البريد الإلكتروني: nadirtani@yahoo.fr
ملاحظة: في حالة قبول المداخلة يتحمل المشارك مصاريف الإقامة والإعاشة والنقل.

jeudi 19 novembre 2015

الاتجاهات الحديثة في سوسيولوجيا التنمية:

الاتجاهات الحديثة في سوسيولوجيا التنمية:


     شغلت قضية التنمية والتخلف – ولا تزال – اهتماما كبيرا على الصعيدين الأكاديمي والسياسي منذ ما عرفه العالم من تحولات اقتصادية، سياسية، اجتماعية وثقافية، بعد الحرب العالمية الثانية، وكذلك ما أحدثته كل من الثورتين الفرنسية والثورة الصناعية، حيث أن هذه القضية هي إحدى القضايا دائمة الحضور في الجدل بين الشمال والجنوب، حتى ولو تغيرت أشكال طرحها أو مسلماتها أو محاور الاقتراب منها وبؤر التركيز فيها، تبعا لتغير مصالح واهتمامات ورؤى الطرف الأقوى في المعادلة الدولية.
انطلاقا مما سبق نلاحظ أن الاهتمام بموضوع التنمية والتخلف ليس وليد اللحظة الراهنة، بل على العكس من ذلك له جذور في الماضي، حيث حظيت هذه الإشكالية باهتمام العلوم الاجتماعية وخاصة منها علم الاجتماع الذي عرف بمجموعة من النظريات السوسيولوجية والمقاربات المعرفية للإشكالية ذاتها، وتدخل هذه المقاربات في إطار النظريات السوسيولوجية الكبرى، كالنظرية الماركسية والنظرية البنيوية الوظيفة.
وترجع حدة هذا الاهتمام المتزايد بقضايا التخلف والتنمية إلى الطبيعة البنيوية لظاهرة التخلف الذي يتميز عن غيره من الوقائع الاجتماعية الأخرى بالتركيب والتعقيد وبالدينامية، التي تجعل منه دائما في تغير مستمر، هذا بالإضافة إلى كون مطلب التنمية هو مطلب تاريخي تتطلع إليه كل المجتمعات بمختلف مكوناتها وشرائحها، الأمر الذي جعل موضوع التنمية من أهم قضايا العصر، مما حتم على الباحث داخل العلوم الاجتماعية ولاسيما علم الاجتماع، الاجتهاد للإحاطة بإشكالية التنمية من خلال مقاربة ظاهرة التخلف من زاوية معينة والتي تختلف باختلاف توجهات الباحثين الإيديولوجية ومشاربهم الفكرية.
ومن أهم الاتجاهات والمقاربات النظرية التي حاولت أن تتطرق لإشكالية التخلف والتنمية، نجد ما يلي :
- اتجاه النماذج أو المؤشرات.
- الاتجاه التطوري المحدث.
- الاتجاه الانتشاري.
- الاتجاه السيكولوجي أو السلوكي.
- الاتجاه الماركسي المحدث أو اتجاه التبعية.
- اتجاه المكانة الدولية.
ويمكن تلخيص أهم ما جاءت به هذه الاتجاهات في:
1) النظرية التطورية الجديدة:
والتي جاءت لإحياء المنظور التطوري الذي كان سائدا عند هربرت سبنسر وتشارلز داورني، الذي كان ينكر ضرورة وأهمية الثورة، كما أكدت هذه النظرية الطابع التقليدي للمجتمعات المتخلفة، أي أن هاته المجتمعات وحدها تتحمل مسؤولية تخلفها، متجاهلة بذلك الدور التاريخي الذي قام به المجتمع الغربي في هذه المجتمعات .
وقد استفادت هذه النظرية من دراسة المجتمعات النامية وذلك من خلال :
تحديد المراحل المختلفة التي مرت بها المجتمعات المتطورة ( المصنعة ).
قياس المسافة المتبقية بين النموذجين المتقدم، والمتخلف، أي معرفة المدة اللازمة لكي يلتحق البلد المتخلف بالبلد المتقدم النموذج. وخير من يعبر عن هذا الاتجاه هو روستو بمراحل النمو الخمس وهي:
1. مرحلة المجتمع التقليدي.
2. مرحلة التهيؤ للأنطلاق.
3. مرحلة الانطلاق.
4. مرحلة النضج .
5. مرحلة الاستهلاك الوفير.
2) الاتجاه الانتشاري:
يقوم على مسلمة أساسية هي أن الدول الصناعية الرأسمالية المتقدمة تمثل بالنسبة للدول النامية أمل أو صورة المستقبل التي ينبغي أن تحتذى وذلك عن طريق نقل العناصر الثقافية ( المادية والروحية )، من المتقدمة إلى المتخلفة ونشرها فيها. ويعتبر دانييل لينر أحد رواد هذا الاتجاه، والذي يشكو ( الاتجاه الانتشاري ) من ضعف نظري أساسي يتمثل في:
• تأكيده المستمر على فكرة الثنائية ( تقليد / تحديث ).
• اهتمامه بالأجزاء وابتعاده عن أي نظرة شاملة، بمعنى أن تغيير العلاقات بين الأجزاء هو السبيل إلى تجاوز الفروق والاختلافات.
• الانحراف عن المهام الأصلية التي سعى منذ البداية إلى تحقيقها وابتعاده عن أعمال الرواد المحدثين.
3) الاتجاه السيكولوجي أو السلوكي:
حيث يحاول هذا الاتجاه التركيز على درجة " الدافعية " الفردية، أو الحافز الفردي باعتباره الدعامة الأساسية للتنمية، ولا بد وفق هذا الاتجاه من تحديد الصفات السلوكية والنفسية للإنسان المتقدم سواء الآن، أو إبان فترة " الإقلاع " التنموي الأولى، باعتبارها الموذج الذي على الإنسان المتخلف تقليذه وحذوه .
ومن أهم رواد هذا الاتجاه نجد: دافيد ماكليلاند وهيجن هذين الرائدين الذي يقول في حقهما السيد محمد الحسيني بأن : " أفضل وصف لوجهتي نظر ما كليلاند وهيجن أنهما بمثابة تشويه لآراء ماكس فيبر... " . رغم كون هذا الاتجاه هو رد فعل للاتجاهات النظرية الأخرى التي ركزت في تحليلاتها على العوامل الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والسياسية.
4) الاتجاه الماركسي المحدث أو اتجاه التبعية:
شكل اتجاه التبعية تيارا نقديا مناهضا لتيار التحديث الذي يضم جميع الاتجاهات المذكورة سالفا، وهو بذلك استجابة نقذية " لوجهة نظر المراكز الكولونيالية "، حسب Dos Santos في قضايا التخلف والتنمية. فماذا نقصد بالكولونيالية؟
الكولونيالية تعنى احتلال دولة لدولة أخرى خارج حدودها سياسيا واقتصاديا بالاعتماد على القوة العسكرية، أي الاستعمار، لكن هذه الدول حصلت على الاستقلال، فماذا بعد الكولونيالية؟
يعرف الباحث كريس دوهمان نظرية ما بعد الكولونيالية بأنها حركة فى النقد الاجتماعى والأدبى التى ترد على آثار الامبريالية الأوروبية على الشعوب المستعمرة ، إن ما بعد الكولونيالية تقدم سردية مضادة تتصل بالشعوب المستعمرة سابقاً ، أو تسرد بالوكالة عن خصومها ؟ وذلك بشأن الافتراضات المتمركزة إثنياً فى الثقافة الغربية ، ويضيف هذا الباحث موضحا ، أن دلالة مصطلح ما بعد الكولونيالية لا تتضمن فقط بعد المرحلة الاستعمارية بل إنها مقاربة نقدية أيضاً التى تبرز من الاستعمار لتصارع أسسه.
إذا كانت ما بعد الكولونيالية مقاربة نقدية ، فذلك أنها لا تنتقد الافتراضات الغربية المتمركزة إثنياً على أساس أن الشعوب الغربية الآرية أكثر مدنية وتحضرا وديمقراطية وعقلانية من الشعوب المستعمرة سابقا فقط ، إنما يمتد نقد هذه المقاربة إلى مرحلة ما بعد الاستقلال ، لأن هذه الحقبة القصيرة من حيث المدى الزمنى لا تمثل قطيعة تامة مع آثار وكدمات ، أو لنقل التأثيرات النفسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التى تعرضت لها الشعوب المستعمرة فى العالم الثالث على مدى مئات السنين ، والدليل على ذلك ، أن مجتمعات هذا العالم لا تزال تابعة للمراكز الغربية على مستوى جميع النواحي.
وقد تضمنت مدرسة التبعية مجموعتين متميزتين من الاقتصاديين هم:
o مجموعة البنيويين في شخصها Celso Furtado.
o مجموعة من الماركسيين الجدد، مثل: سمير أمين وأندري جوندر فرانك.
حيث يقول جوندر فرانك: " إنهم لن يتمكنوا من تحقيق هذه الأهداف باستيراد القوالب الكلامية العقيمة من المركز والتي لا تتماشى مع حقيقة اقتصادهم التابع، ولا تستجيب لاحتياجاتهم الاستقلالية السياسية "
5) اتجاه المكانة الدولية:
تعتمد هذه النظرية على وجود نوع من البناء الدولي في ضوئه يمكن أن تتدرج دول العالم وفقا لمحكات معينة.
ونجد بارسونز قد ذهب إلى أن الاستقطاب خاصية أساسية تميز المجتمع الدولي المعاصر.
في حين أن لاجوس Lagos قدم إطار فكري يقوم على فكرة أن المجتمعات القومية تشكل نسقا اجتماعيا دوليا، وأن هذه المجتمعات تحتل داخل هذا النسق أوضاعا مختلفة يمكن ترتيبها أو تدريجها في ضوء المركز الاقتصادي والقوة والهيبة .
ونجد لاجوس أولى الدول المتخلفة نوعا من الاهتمام، حيث أن انخفاض هذه المكانة يكون إما جزئي، ويعني عدم القدرة على اتخاذ موقف الريادة التكنولوجية، وإما كلي، ويعني فقدان التنمية الاجتماعية أو انخفاض مستوى المعيشة.
كما أن هناك مجموعة من نظريات مفكرين بخصوص هذا المجال، أمثال: هورفيتر، بيندكس، نيتل وروبرتسون.
أما بخصوص اتجاه النماذج والمؤشرات والذي هو الموضوع الرئيسي في عرضنا هذافسنتطرق له باستفاضة من خلال المحور التالي.
     لقد حاول الأستاذ الدكتور عبد السلام فراعي، في الفقرة الثانية من الفصل الثاني المعنون ب : " ميادين البحث في سوسيولوجيا التنمية " ، أن يعالج العديد من الأسئلة المتعلقة بالاتجاهات النظرية المتصلة بسوسيولوجيا التنمية، وقد أطر مقاربته هذه بالقضايا التي اهتمت بها هذه الاتجاهات، والتي تتلخص في الأسئلة التالية :
1) ما هي الأسباب أو العوامل الكامنة وراء ظاهرتي التخلف والتنمية؟ ولماذا استطاعت مجتمعات معينة أن تنمو بشكل أسرع من مجتمعات أخرى؟.
2) ما هي الاتجاهات التي تتخذها عملية التنمية الاقتصادية والتغير الثقافي، وهل يمكن القول بأن ثمة مراحل تنموية متتالية؟
3) إلى أي مدى تتطلب التنمية الاقتصادية حدوث تحول اجتماعي – ثقافي؟
4) كيف تستجيب الدول النامية للمؤثرات المختلفة التي تتلقاها من المجتمع الدولي؟
وبعد ذلك عمد إلى تقسيم هذه الاتجاهات وفق تصور ينطلق من مرجعيتها الفكرية، وهذا ما تأتى له باعتماد رؤية ثنائية ركناها: المرجعية الماركسية والمرجعية الفيبيرية، بمعنى النظريات الكلاسيكية في التنمية، بالرغم من كون البعض يرفض هذا التقسيم بين النظريات الكلاسيكية والنظريات الحديثة في التنمية.
ويمكن تلخيص أهم ما جاءت به هاتين النظريتين في الجدول التالي:
الاتجاه المادي: كارل ماركس :
- البداية: علاقة الإنسان بالطبيعة وبالوسائط التي تنتج الخيرات المتفاوت في امتلاكها.
- الواقع الاقتصادي.
- التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية تحدد الثقافة.
- الرأسمالية خلقت الثروة واقتصاد السوق.
الاتجاه المثالي: ماكس فيبر:
- البداية: نظام الأفكار والعقائد والقيم الفاعلة في النشاط الاقتصادي.
- القيم الثقافية.
- القيم الثقافية تحدد نوع ومستوى النشاط الاقتصادي.
- البروتستانية خلقت العقلانية الاقتصادية،والحداثة الديمقراطية.
    نلاحظ أن هاته النظريات قد تأثرت بالاتجاه التاريخي الذي سيطر على الفكر الاجتاعي، ورغم كون هذين الاتجاهين متعارضين إلا أنهما يتكاملان في معالجة مسألة التخلف والتنمية. ودليل ذلك ظهور عدة نظريات في سوسيولوجيا التنمية، انطلقت بشكل أو بآخر من الثرات الماركسي أو الفيبيري. فإلى أي مدى استطاعت هذه الاتجاهات الإسهام في التشخيص العلمي لما يصطلح على تسميته بواقعة التخلف؟ وما هي نوع التطورات المقترحة من أجل أن تأخذ بها المجتمعات المتخلفة وتسترشد بها إذا أرادت الخروج من وضعها المتخلف إلى وضع متقدم؟ .
سبق وأشرنا في مقدمة هذا العرض إلى الاتجاهات النظرية الحديثة للتنمية، إضافة إلى اتجاه النماذج والمؤشرات، الذي اعتمد على معالجة مشكلات التنمية الاقتصادية والتغير الثقافي بإقامة نماذج مثالية متقابلة بعد القيام بمقارنات عديدة.
ومن أهم ممثلي هذا الاتجاه نجد:
مانتج ناش:
رئيس تحرير مجلة التنمية الاقتصادية والتغير الثقافي، والذي خلص إلى القول:
اتجاه النموذج المثالي، يقوم على فكرة النموذج المثالي.
تجريد الخصائص العامة للاقتصاد المتقدم.
مقابلة النموذج المثالي للاقتصاد المتقدم، بالنموذج المثالي للخصائص العامة للاقتصاد المتخلف.
ومنه فإن التنمية حسب ناش تمثل تحولا من نموذج لآخر.
ويمكننا انطلاقا من ذلك أن نجد أمثلة عديدة عن هذه النماذج مثل:
مؤلف هوسيليتز: " العوامل السوسيولوجية للتنمية الاقتصادية ".
مؤلف تالكوت بارسونز: " البنية والعملية في المجتمعات الحديثة ".
أعمال ماريو ليفي.
مؤلف E. Hagen : " نظرية في التغير الاجتماعي ".
هوسيليتز:
الممثل الرئيسي لاتجاه المؤشرات حيث نشر نظريته بهذا الخصوص لأول مرة سنة 1953، في مقال بعنوان: " البنية الاجتماعية والنمو الاقتصادي "، الذي أعاد كتابة بعض أفكاره في مقال نشره سنة 1963 بعنوان: " التراتب الاجتماعي والتنمية الاقتصادية "، حيث وضح في هذين المقالين كيف أن الدول المتقدمة تشهد متغيرات النموذج، وذلك كما يلي:
النموذج المثالي للمجتمعات المتقدمة النموذج المثالي للمجتمعات
المتخلفة
- العمومية
- الأداء
- التخصيص - الخصوصية
- النوعية
- الانتشار
ويخلص هوسيليتز، إلى الاعتقاد أنه يمكن للدول المتخلفة أن تحقق تنميتها عن طريق التخلي عن متغيرات النموذج السائدة فيها (المجتمع التقليدي)، وتبني أو اكتساب واستيعاب المتغيرات السائدة في الدول المتقدمة.
طرح هوسيليتز، يستمد روحه من النظرية الثنائية كتقليد سوسيولوجي يصنف المجتمعات إلى مجموعة من ثنائيات متمحورة حول ازدواجية، التقليد / الحداثة.
كما أن محاولات Hagen بدورها سقطت في أحضان النظرية الثنائية وفخ الأمبريقية الضيقة العمياء.
جورج بلاندي:
وقد أشرف جورج بلاندي ( الذي رأى أن النظرية الثنائية ليست سوى خطاطة عامة تفتقد للقيمة التفسيرية )، على دراسة استخدمت المؤشرات الكمية، حيث نجد أن مؤشرات التخلف تصل إلى 11 مؤشرا هي:
1. ارتفاع نسبة الوفيات وبالخصوص وفيات الأطفال.
2. ارتفاع نسبة الخصوبة.
3. انعدام الوقاية الصحية.
4. ارتفاع نسبة الأمية.
5. سوء التغذية.
6. استهلاك ضعيف للطاقة.
7. ارتفاع نسبة المزارعين.
8. تدني المكانة الاجتماعية للمرأة.
9. تشغيل الأطفال.
10. حجم الطبقة المتوسطة.
11. حجم المجتمع.
كما يمكن إضافة مؤشرات أخرى، كمتوسط الدخل الفردي ودرجة التصنيع، وطبيعة الحراك الاجتماعي. ويرى بلاندي أن:
·        اتجاه المؤشرات الكمية لم يعمل سوى على جمع ركام مؤشرات غير متجانسة، ومعطيات إحصائية وخصائص بنيوية.
·        يؤدي هذا الاتجاه بالضرورة إلى إقرار تصور استاتيكي للمجتمع موضع الدراسة.
·        واقعة التنمية تستلزم تصورا ديناميا ومعرفة بالعمليات التي تصنف الانتقال من تشكيلة اجتماعية إلى أخرى.
·        استعمال المؤشرات يساعد على رصد التخلف ووصف تجلياته فقط ولا يفسر الواقع.
·        أغفل هذا الاتجاه ميكانيزمات التخلف.
وقد لخص تشارلز كيند لبيرجر عناصر هذا الاتجاه كما يستخدمه علماء الاقتصاد، وخبراء البنك الدولي بقوله:
" يمكننا عزل السمات النموذجية المثالية المعبرة عن التخلف عن تلك المعبرة عن التقدم، بحيث تبقى لنا السمات التي هي بحاجة إلى تنمية والتي من أجلها يجب أن تخطط المشروعات ".
وهناك عدة اتجاهات مع شروحاتها على الرابط التالي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=12326


vendredi 13 novembre 2015

المكتبة الرقمية: الأسس المفاهيم والتحديات التي تواجه المكتباتالعربية الرقمية

المكتبة الرقمية: الأسس المفاهيم والتحديات التي تواجه المكتباتالعربية الرقمية
هي دراسة أحمد علي


الملخص:
تناولت الدراسة مفهوم المكتبة الرقمية، ومراحل تطورهـا موضـحة مشكلة المصطلحات الرقمية وسلطت الدراسة الـضوء علـى مـستلزمات المكتبـة الرقمية، ومجموعاتها والعمليات الفنية من حيث التصنيف والفهرسة، كمـا تطرقـت لآليات الاسترجاع الرقمي، وبينت أساليب البحث عن المعلومـة الرقميـة، موضحة معنى وآلية المنطق البولياني في البحث عن المعلومات، كما عرضت بعجالة صورة المكتبات الرقمية عربياً، وقدمت عرضاً لأهم التحديات التي تواجهها المكتبات الرقمية العربية في العصر الراهن وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات.
هي دراسة منشورة في مجلة مجلة جامعة دمشقالمجلد -27العدد الأول+الثاني 2ويمكنكم  الاستفادة منها بتحميلها على الرابط التالي:






http://www.damascusuniversity.edu.sy/mag/human/images/stories/635-686.pd

mercredi 11 novembre 2015

الاعلام الجديد واشكاليات التواصل الرقمي













الاعلام الجديد واشكاليات التواصل الرقمي



صدر حديثا للدكتور عبد العظيم كامل الجميلي والدكتورة ثناء اسماعيل العاني الباحثان في مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية بجامعة بابل كتاب حمل عنوان(الاعلام الجديد واشكاليات التواصل الرقمي)عن دارالاهرام للنشر والتوزيع.
 

 يبحث هذا الكتاب في ظل الاعلام الجديد اشكاليات التواصل الرقمي المتمثلة بإشكاليات متعددة منها اشكالية التلقي الإتصالي للمجتمعات الرقمية عبر الانترنت ، واشكالية مقروئية الصحافة في ظل عالم لا يتوقف لحظة بدون فيض معلوماتي ومعرفي ، واشكالية استخدام الوسائط المتعددة في الاعلام الالكتروني بعدها من ممكنات الاتصال الرقمي في الاتصال والتواصل، فضلا عن اشكالية اخلاقيات الاعلام في فضاء رقمي بات فيه الكل يمكن ان يكون قائما بالاتصال ومستخدما في آن واحد، واشكالية الادارة الاعلامية في ظل الاعلام الجديد التي تتطلب الكثير من المرونة والمراجعة .

واشار مؤلفا  الكتاب الى ان الكائنات الاتصالية بدأت تأخذ مكانها في الفضاء الافتراضي منذ تسعينيات القرن الماضي وبداية الالفية الثالثة ، فتشكلت المجتمعات الرقمية واصبحت احدى الحقائق والمسلمات الاتصالية وحل الفضاء الاتصالي الافتراضي بديلا فاعلا عن الواقع المادي وقد اضحى التواصل الرقمي بين مجتمعاته الرقمية السمة المميزة لهذه العصر.
 
مؤكدين ان التطور التكنولوجي المتقادم  حمل المجتمعات الرقمية مزيد من الاتصال والتواصل الالكتروني، فتحول الحاسوب بحجم (كف اليد ) وفي بعض الدول المتقدمة (بحجم الابهام) ، وتعددت مزايا الموبايل الاتصالية ، الذي كان بمثابة الجسر الاتصالي مما يفضي بسالكيه من الكائنات الاتصالية الى عوالم افتراضية جديدة. انه عالم رقمي واسع واتصال محموم بلا هوادة ، وتطورات تكنولوجية مذهلة ، وابتكار برامج متواصل تسهم في اضافة مزايا جديدة ، وافاق رحبه لمستخدمي الاتصال الرقمي  واذا كانت تخمينات الجهات المراقبة للاتصال الرقمي بشأن عدد مستخدميه تشير الى انه بحلول عام 2024م سيصل بحدود ثلاثة مليارات ،ويصبح معه نمو اعداد المستخدمين ضعيفا لأسباب اقتصادية متعلقة بالطبيعة الطبقية لديموغرافية سكان العالم ، فهذا الرقم قد اقترب منه عدد مستخدمي الانترنت في منتصف هذا العقد ، ومازال هذا الفضاء الرقمي يشهد اقبالا متصاعدا بات معه يشكل الانترنت الوسيلة الاهم في الواقع الإتصالي لكل المجتمعات . 
  

mercredi 4 novembre 2015

الملتقى المغاربي الدولي الثاني أيام 01/02 /03 أفريل/2016

الملتقى المغاربي الدولي الثاني أيام 01/02 /03 أفريل/2016
العلامة البشير الإبراهيمي وآفاق الحداثة

3- سؤال الإنسان
إشكالية الملتقى:
من المؤكـد أن سؤال الإنســان هو موضوع فلسفــي بامتياز، يعد عند المشـتغلـــــــين في مجـــــــــــال الفلسـفـــــــــة من أعـقد الأسئلــــــــــة، إذ يقـــــــــــول غرامشي:" السؤال عن الإنسان من هو، هـو السؤال الأول، السؤال الأساسي في الفلسفة". و يتبين مــن هذا القـــول و كأن التفكـــير في الإنسـان تزامـن مع التفكـير الفلسفي، و لا شـئ أجـمل من أن تفكـر الـفلسفــــــــة في سؤال الإنســـــــــان .هـذه الـجمــــــاليـــــــــة لتي تذوقتــــــهـــا الفلسفـة مـع ســقراط حينمــــــــــــا أعـلــــــــــن فـي محـاورة "جورجيــــــــــاس"، "... و لكن أي شئ أجمـــــــل مـن أن نـدرس ما يجب أن يكـون عليه الإنسان " .
قد يبدو للحس المشترك أن طـرح سؤال الإنســان من غير ذي مـعنى و جدوى لـكونه مـفهومــــــا واضـحا و بديهيا، و هــــــــو مـا ترفضه الفلسفة في كل لحظاتها و مسارها التساؤلي خاصة في لحظتها الديكارتية التي تكشــــف عـــــــــن صعوبـــــــــــــة وغمــــــــــــوض ســـــــــؤال "ما الإنسان"،" كنت أعتقد صراحة أنني إنسان لكن ما هو الإنسان؟" و مقصـد الـقول يكشف عن صعوبة تحديد ماهيــة الإنســـــــــــــان، و هي صـعوبـــــة منهجيـة تتعلــق بإشــكاليــة تـحديــد مـفهـوم الإنسان، و صعوبــة نظريــة تتعلق بمكونات الإنســـــان. وبعــــــــد هذه اللحظــــــــــة الديكارتية، تواصل سؤال الإنسان مع "إيمانويل كانط" في كتابه" المنطق" معتـــبرا إياه الســــؤال المحـــــوري الذي يختـــــــــزل كــــــــــل الأسئـــــــــلة. ومع الفلسفة الغربية المعـاصرة أخذ سـؤال الإنسان الاشتغال الأكـثر جـرأة و استشكالا خاصــة مع التيــــار الفينومونولوجي ( هوسرل- هيدجر– ميرولوبونتي) الذي حدد الإنسان ككائن في العالم. وإجمالا فإن مداخل سؤال الإنسان في الفلسفة الغربية الحديثة والمعـاصرة متعددة منها المدخـل الأخـلاقي و الأنثروبولوجي و السياسي. وهذا كله لأجـل استرجاع إنسـانية الإنسـان التي كـاد أن يفتـقدها بفــعل التطـبيقات التقنيــة ، و التكنولوجـــيا الحديثة.
واستئنافا لهذا السؤال المربك، فإن للفلسفة العربية الإسلامية نصيب في تناوله خاصة في العصر الوسيط. و مع تفاقم مشكلات الإنسان المعاصر، أصـبح الاشتغال بسؤال الإنسان في الفـكر العربي المـعاصر أكـثر إلحاحـا من ذي قبل عندما اكتشف مفكروه بأنــــــــه لا سبـيـــل للخروج من الطبيـعـة نـحو العـالم إلا ببنـاء الــذات الإنسانية.
و في ذات الأفق الإنساني و العقلاني تقوم نصوص العلامة محمد البشير الإبراهيمــي على تـــأصيل ســــؤال الإنســـان في ثقافتنــــــــا العربيــــــــة الإسـلامية من خلال البـحث عـن فـن قيادة الذات أو فن تـحقيق الذات بلـغة "نـيتشه".هذه الذات الإنسانية التي يريـــــــدهــــــا الإبراهيــــــمــــــي أن تكون جديرة بإنسانيتها، الأمل مـعقود في داخلـها في صـورة توتر دائم يعمل على تقليص المسافـة بين مـا هو عليه الإنســـــان الـــعــربي المــسلم ، و ما يــرغب أن يصــيره لمستقبله، لأن انخراط الإنسان في العالم يكمن في استقلاله عن الطبيعة.
و من منظور هذا التَّمشي الفلسفي ، يمكن طرح الإشكالية التالية:
ما هي الإمكانية التي يمنحها مشروع الإبـراهيمي الفـكري لأجـل تأسـيس واقــعة إنسـانية عينيـة تسـم العــالم برؤيتها ؟ و كيــــف يمــــــكن من منظـور الإبـراهيمي إعادة إنـتاج الإنسان الفاعل ليــكون علـة تأسيسيــة ؟ وهــل بالإمكان أن يكون هذا التأسيس مرتهنا بما هــــــــو معــــــطـى سلفا بعيدا عن عبق الحرية؟
محاور الملتقى:
المحور الأول: الإنسان في الخطابات المختلفة – أسطورة –دين -فن- علم.
المحور الثاني:الإنسان في الخطاب الفلسفي الغربي المعاصر.
المحور الثالث: الإنسان في الخطاب الفلسفي المغاربي.
المحور الرابع: الإنسان في خطابات الإبراهيمي (الإنسان وعلاقته بالله، التربية، الدين، المجتمع، الأخلاق، العلم...)
المحور الخامس: مفهوم الإنسان عند الإبراهيمي في ضوء القراءات والأوضاع العربية الراهنة.
أهداف الملتقى:
1. توطين سؤال الإنسان داخل اهتمامات الفكر العربي المعاصر باعتبار أن أزمتنا اليوم هـي أزمة إنسـان.
2. البحث في تراثنا الثقافي و الفكري و خاصة المغـاربي منه ما يثـــري التجربــــة الإنســـانية، وما يكشـــــف عن إنسانيــــة الإنســــان بعــــيدا عــن العقل المادي و الأداتي.
3 . العمل على استنطاق نصوص الإبراهيمي و غيره لأجل العثور على ما يمكن أن يوفر إمكانية للخروج بالإنسان العربي المسلم من أزمته المركبة.
ضوابط المشاركة في الملتقى:
1. أن يكون البحث في أحد موضوعات محاور المؤتمر.
2. لا تقبل المشاركات الثنائية.
3. أن تتوفر في البحث مواصفات البحث العلمي ومعاييره.
4. ألا يكون البحث قد سبق نشره أو قُدّم في ملتقيات أو فعاليات سابقة.
5. ألا يزيد عدد صفحات البحث عن 30 صفحة حجم (A4) بما في ذلك الهوامش والمراجع والملاحق، وأن لا يقل على 15 صفحة.
6. لغات المؤتمر هي: العربية، الفرنسية، الإنجليزية.
7. أن يكون البحث المكتوب باللغة العربية بخط (Traditional Arabic) ومقاسه 16 أما البحث المكتوب باللغة الأجنبية فيكون بخط (Times New Roman) ومقاسه (14) وهوامش الصفحة تكون من الأعلى والأسفل واليمين (2,5)سم ومن اليسار (1,5)سم.
8. ترسل ملخصات الأبحاث في حدود صفحتين متضمنة خطة البحث وفق الموعد الموضح أدناه.
9. تخضع الملخصات والبحوث للتقييم من قبل محكمين.
10. يرفق الباحث ملخصاَ لسيرته الذاتية في حدود صفحة مع عنوان الهاتف الثابت والمحمول والبريد الإلكتروني وعنوان جهة العمل والإقامة.
11. يرسل البحث على شكل ملف عبر البريد الإلكتروني: ibrahimi2016@yhaoo.fr والتواصل مع الأستاذ: شريف رضا: 0658659414(00213)، أو الأستاذ: ربوح البشير 0554512533 (00213)
تواريخ مهمة:
آخر أجل لاستلام ملخصات البحوث: 15 ديسمبر 2015. - 15 جانفي 2016 يخطر المشاركون المقبولة ملخصاتهم بدء من:-
29 فيفري 2016 آخر أجل لإرسال المداخلات المقبولة: -
الرد بالقبول النهائي:01 مارس 2016. -
. تاريخ الملتقى: يعقد المؤتمر أيام:01 /02/ و03 أفريل 2016
-
ــ مدة المؤتمر: ثلاثة أيام
اللجنة العلمية: د. بوقاف عبد الرحمان، د. دهوم عبد المجيد، د. دحدوح رشيد، د. بن تومي اليامين، د. بارة عبد الغني، د. زتيلي خديجة، د. محمد بن جاء بالله، د. لطفي الحجلاوي، د. بوعرفة عبد القادر، د. أمين الزاوي، د. عبد الرزاق بلعقروز، د. عبد العزيز بوالشعير، د. فتحي التريكي، د. أرزاج عمر، د.فتيحة زرداوي، د. الحاج دواق، د. عبد النبي عبد الحري، د. نزهة صادق، د. شريف طاوطاو، د.محمد المهدي ولد محمد البشير، د. عبد الحليم بوهلال، د. مخلوف سيد أحمد.


الرئيس الشرفي: د. بوساحة عمر
رئيس اللجنة العلمية:أ. ربوح البشير

الصحافة الالكترونية الجزائرية واقع وأفق التطور

الصحافة الالكترونية الجزائرية واقع وأفق التطور


شكل بروز الصحافة الإلكترونية في الآونة الأخيرة ونجاحها محطة اهتمام متزايد من طرف المعنيين بالعملية التواصلية ، والمشغولين بالبحث في الطرائق والأدوات والوسائل التي هي أكثر نجاعة من غيرها، من حيث قدرتها على التكفل بصناعة الحلول لمعوقات الاتصال بين المؤسسات الإخبارية، والمؤسسة الاجتماعية، والتي أفرزها الانتشار الرهيب والمذهل لعالم التقنية، الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة ، إلا وأحدث فيها الشرخ الذي حمل الإنسان في هذا الكوكب إلى إعادة التفكير في ما كان قبل قليل يوسم بأنه من المسلمات الكبرى. ففي سياق هذا التحول كان لمفهوم الصحافة الإلكترونية داخل سيرورة تطور وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، أهمية بالغة منذ بدايات ظهوره في أوائل التسعينات من القرن الماضي، قبل أن تتزايد وتيرة الاهتمام مع توالي الشهور والأعوام ، حيث عرفت غزوا رهيبا لعالم الإنترنت الذي عرف انتشارا واسعا بتضاعف أعداد مستخدميه، وإزاء هذا أصبحت غالبية المؤسسات الصحفية على الصعيدين العالمي والعربي ، تقدم نفسها من خلال مواقع إلكترونية تحمل مطبوعاتها الورقية، اضافة إلى ظهور نوع جديد من الصحف غير التقليدية، أو ما يعرف في قاموس الساعة بـ ” الصحف الإلكترونية ” والتي يقتصر إصدارها على النسخة الإلكترونية دون المطبوعة.وقد شكلت انطلاقة الصحافة على الشبكة العنكبوتية أو ما يعرف “بالصحافة الالكترونية” ظاهرة إعلامية جديدة مرتبطة بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فأصبح المشهد الإعلامي أقرب لأن يكون ملكا للجميع وفي متناول الجميع، بعد أن كان مقتصرا على فئة محدودة من الناس، وصار المحتوى الإعلامي أكثر انتشارا وسرعة في الوصول إلى أكبر عدد من القراء، ما فتح بذلك آفاقا عديدة وأصبحت أسهل واقرب لمتناول المواطن.ومن هنا انطلقت الصحافة الالكترونية في بث مصادر إخبارية الكترونية تتناول شتى المواضيع وتغوص في عدد من الموضوعات المتنوعة، واثر ذلك، واقتناعا بأهميتها، التحقت غالبية الصحف والهيئات الإذاعية والتلفزية بهذه الموجة، ليصبح الإعلام الالكتروني في ظرف وجيز التأثير سواء على صناع القرار أو من ناحية تشكيل الرأي العام.وحسب بعض الإحصائيات فإن نسبة مشاهدة المواطنين في العالم للصحافة الإلكترونية تقارب الـ 60 بالمائة، فما عاد المواطن ينتظر الصحيفة المكتوبة ليوم غد؛ فهو يحتاج أن يعرف الأخبار أينما كان وفي أي وقت ومجاني، فالمستفيد من الصحافة الإلكترونية هم الجميع.وحول مستقبل الصحافة الإلكترونية أجرت شركة ميكروسوفت دراسة تؤكد أن العالم سيشهد طباعة آخر صحيفة ورقية في عام 2018 م.وبخصوص تجربة الجزائر من خلال هذا النوع الصحفي الجديد والمستقبل الذي ينتظرها، تقول هاجر قويدري، باحثة في مجال الصحافة الالكترونية،انه لابد من تحديد مصطلح الصحافة الالكترونية في الجزائر، هل هي الصحافة الورقية المنقولة إلى وعاء جديد أم أنها صحافة تكتب خصيصا للقراءة الالكترونية، وبالتالي يتطلب هذا رفع شان الصحافة الالكترونية ووضعها في المقام الذي تستحقه بمعنى أن تكون لنا صحافة الكترونية بحتة حيث أن كل موقع الكتروني يتطلب أمرين: التأسيس الالكتروني والإدراج المستمر.وتضيف الباحثة أننا في الجزائر نركز كثيرا على التأسيس الالكتروني بمعنى أن الذين يتحكمون في المواقع الالكترونية الجزائرية هم عبارة عن تقنيون وهذا أمر خاطئ لان التأسيس الالكتروني هو تأسيس أولي لا يتطلب التدخل المستمر. أما الإدراج المستمر فيقصد به انه توجد مواقع عديدة لكن عملية تحيينها تكون بشكل بطيء وأحيانا نادرة وأحيانا أخرى غير موجودة البتة وهو ما يؤثر على مستوى الصحافة الالكترونية، وهذا هو التحدي للصحافة الالكترونية.ومن زاوية أخرى، تضيف الباحثة، تحتاج الصحافة الالكترونية إلى تكوين الصحفي الالكتروني أو المحرر الالكتروني، كما تحتاج أيضا إلى تأطير قانوني بما أن قانون الاعلام الحالي لا يحتوي على باب خاص بالصحافة الالكترونية وبالتالي هناك فراغ قانوني في تحديد هوية الصحفي الالكتروني..من جهته، يقول زاوي عبد السلام، أستاذ بقسم الإعلام والاتصال، انه كثر الكلام عن الإعلام الالكتروني في الآونة الأخيرة لكن الإحصائيات (ما بين 5 و7 بالمائة و20 بالمائة خارج الوطن) تؤكد أن الصحافة الالكترونية في الجزائر لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب حيث لا يزال للصحافة الورقية دور وأهمية في المجتمع. وما يمكن قوله- يضيف الأستاذ- أنه بما أن الإحصائيات تتضاعف بسرعة فهذا لا يلغي أهمية الصحافة الالكترونية وسرعة انتشارها في العالم ما يجعلها رائدة في هذا المجال وما يتطلب أيضا مواكبة هذه التكنولوجيا التي لها جمهور واسع يتضاعف كل يوم.والأكيد أن المستقبل هو للصحافة الالكترونية والتي يقترن تطورها في الجزائر بتطور شبكة الانترنيت، وكمثال على ذلك اغلب الصحف الجزائرية لها مواقع الكترونية..من جانبها، ترى الصحفية نورة شرقي: رئيسة القسم الوطني بجريدة لوريزون، أن للصحافة الالكترونية في الجزائر مستقبل زاهر وأنها ستأخذ مكان الصحافة المكتوبة مع الانتشار الواسع للانترنيت داخل الأسر والمدارس الجزائرية وكذا نقص الإقبال على الصحف الورقية كون أن الأغلبية من موظفين وطلبة يفضلون معرفة الأخبار وقت حدوثها على شبكة الانترنيت عوض قراءتها صباح الغد..أما الصحفي قزادري عزالدين بجريدة لوريزون، فيقول أن الصحافة الالكترونية، أحب من أحب وكره من كره، هي مستقبل وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، فالقارئ كان ينتظر أسابيع لكي يتصفح جريدة من بلد آخر لكن الصحافة الالكترونية قربت المسافات وأتاحت للقارئ قراءة الخبر في وقته.ومن خلال هذه التصريحات يتأتى لنا أنه برغم المؤشرات الإيجابية الكثيرة التي تصب في صالح الصحافة الإلكترونية إلا انه هناك صعوبات ما تزال تشكل حجر عثرة في طريق تفوقها، مما يتوجب على المهتمين بهذه الصناعة العمل على تلافيها في المستقبل إذا ما أرادوا النهوض بها، وتتلخص أهمها في غياب الإطار القانوني والمهني الذي ينظم عمل الصحفيين في المجال الإلكتروني ويحفظ حقوقهم.لكن بالمقابل نستطيع أن نلمس بوضوح الكثير من الإيجابيات والمميزات التي ينفرد بها هذا النوع الوليد وينبئ بمستقبل مبشر لها، فالصحف الإلكترونية بتحديثها المستمر على مدار الساعة يجعلها تحرق الأخبار كما يقال أو تجعلها عديمة الفائدة في الجرائد المطبوعة، هذا فضلا إلى سهولة تعديل المعلومات وتصحيحها وتحديثها بعد النشر، وكذا سهولة نقل المعلومة وتداولها وحفظها واسترجاعها وسرعة انتشارها في أسرع وقت ممكن، هذا كله مع إمكانية تضمين الخبر مقاطع صوتية وصور أو لقطات مصورة بالفيديو مما يجعل التغطية أكثر ثراء وجذبا للقارئ وتعايشا مع الحدث.كما أن هناك نظرة تفاؤلية بمستقبل الصحافة الإلكترونية خاصة مع الإقبال الكبير من قبل جيل المستقبل وهم الشباب على الصحف الإلكترونية التي أصبحت الوسيلة الأساسية للحصول على الأخبار والمعلومات الحديثة في أي زمان أو مكان.ولكن ورغم ما تمتاز به الصحافة الالكترونية غير أنه من المبكر جدا الحكم على هذه التجربة كونها ما تزال تخطو خطواتها الأولى، سيما أن الصحافة الورقية ما زالت تحتل الريادة ، كما أن العلاقة بين الصحافة الإلكترونية ونظيرتها المطبوعة لا يجب أن ينظر لها على أنها علاقة إقصاء أو إلغاء بل هي علاقة تكاملية تنافسية تصب في النهاية لصالح القارئ والرأي العام شأنها شأن جميع الوسائل الإعلامية الأخرى.ومن كل هذا، يمكننا القول انه قد يكون من المنطقي جدا تغلب الصحافة الإلكترونية والإعلام الإلكتروني بشكل عام في وقت قريب تماشيا مع واقع العصر الذي نعيشه، ومستقبل الأجيال القادمة التي ستكون بالطبع أكثر استيعابا واعتماد وتأهيلا لذلك، غير أن القول بضرورة اختفاء الطباعة الورقية أو الجزم باندثارها تماما ليس له ما يبرره فالإذاعة على سبيل المثال ورغم انتشار الفضائيات والحد من تأثيره واستخدامه ما يزال عنصرا ووسيلة هامة من وسائل الاتصال والإعلام.