عنوان الكتاب: الاعلام الالكتروني الاسس وافاق المستقبل
تاليف:مروى عصام صلاح
في
ستة قرون مضت اعتاد الإنسان على الكلمة المطبوعة كشكل ومحتوى يقدم له
الأخبار والمعلومات فيما عرف بالصحيفة التي اتخذت بدورها أنماطا عدة، وشهدت
مراحل تطورية مختلفة في آليات التصنيع والطباعة والمضمون.
وبسبب
هذه الفترة الطويلة التي عاشت خلالها الصحيفة فقد تشكل نوع من الألفة
بينها وبين الإنسان، وباتت الصحف مظهراً لا غنى عنه في أي مجتمع، ودلالة
على تطور المجتمع، بل إنها أصبحت رمزاً سيادياً للدول والحكومات، ودخلت
كوسيط في الصراعات السياسية والأيدلوجية، وأصبحت احد الأوعية الأساسية
للمعلومات والآراء في هذا العصر حتى قيل على سبيل التشبيه إن الطبعة
اليومية لجريدة مثل النيويورك تايمز تتضمن معلومات تفوق ما كان يحصل عليه
الفرد في القرن السابع عشر على مدى عمره كله.
مع
التطور العلمي الكبير الذي حدث خلال السنوات القليلة الماضية فإن المتتبع
للصحافة والإعلام قبل عقد واحد من الآن، كان يمكن ان يتوقع أي تطور ممكن في
شكل تقديم الصحيفة أو مضامينها أو أساليب توزيعها، لأنه اعتاد على التطوير
ضمن هذه الحدود، لكن أحدا لم يكن ليتخيل ان الصحيفة المطبوعة على الورق
التي رافقته مئات السنين يمكن ان تختفي خلال سنوات معدودة، بعد ان بدأت
تعيد حسابات نمطها التقليدي السائد أمام ثورة الحاسوب والمعلوماتية غير
المسبوقة في تاريخ التطور الإنساني، وبات أمامنا شكل صحفي جديد نقرأ فيه
الأخبار والمعلومات والآراء ونشاهد الصور، ولكن عبر شاشة الحاسوب ومن خلال
شبكة الانترنت بلا ورق ولا أحبار فيما بات يعرف اليوم بالصحافة
الالكترونية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire